ففي سورية مثلا كان التعليم يأتينا من الغرب بشكل صدقة .وقد كنا ولم نزل نلتهم خبز الصدقة لأننا جياع متضورون . ولقد أحيانا ذلك الخبز ، ولما أحيانا أماتنا . أحيانا لأنه أيقظ جميع مداركنا ونبه عقولنا قليلا . وأماتنا لأنه فرّق كلمتنا وأضعف وحدتنا وقطع روابطنا وأبعد ما بين طوائفنا حتى أصبحت بلادنا مجموعة مستعمرات صغيرة مختلفة الأذواق متضاربة المشارب . كل مستعمرة منها تشد في حبل إحدى الأمم الغربية وترفع لواءها وتترنم بمحاسنها وأمجادها . فالشاب الذي تناول لقمة من العلم في مدرسة أميركية قد تحول بالطبع إلى معتمد أميركي . والشاب الذي تجرع رشفة من العلم من مدرسة يسوعية صار سفيرا فرنسيا . والشاب الذي لبس قميصا من نسيج مدرسة روسية أصبح ممثلا لروسيا . Kahlil Gibran
اقتباسات أخرى للمؤلف