ولم نخَف قط عين الرقيب ولا شعرنا بوخز الضمير ؛ لأن النفس إذا تطهّرت بالنار واغتسلت بالدموع تترفع عما يدعوه الناس عيبًا وعارًا ، وتتحرر من عبودية الشرائع والنواميس التي سنّتها التقاليد لعواطف القلب البشري ، وتقف برأس مرفوع أمام عروش الآلهة . إن الجامعة البشرية قد استسلمت سبعين قرنًا إلى الشرائع الفاسدة ، فلم تعد قادرة على إدراك معاني النواميس العلوية الأولية الخالدة . وقد تعودت بصيرة الإنسان النظر إلى ضوء الشموع الضئيلة ، فلم تعد تستطيع أن تحدق إلى نور الشمس . لقد توارثت الأجيال الأمراض والعاهات النفسية بعضها عن بعض حتى أصبحت عمومية ، بل صارت من الصفات الملازمة للإنسان ، فلم يعد الناس ينظرون إليها كعاهات وأمراض ، بل يعتبرونها كخلال طبيعية نبيلة أنزلها الله على آدم ، فإذا ما ظهر بينهم فرد خالٍ منها ظنوه ناقصًا محرومًا من الكمالات الروحية . Kahlil Gibran
اقتباسات أخرى للمؤلف