النفس زهرة لينة في مهب ريح التقادير .. نسيمات الصباح تهزها .. وقطرات الندى تلوي عنقها .. كذا تغريدة عصفور تنبه إنسان من غفلته .. فيصغي .. ويشعر .. ويمجّد معه الحكمة مبدعة نغمة الطائر العذبة وشعوره الرقيق .. وتهيّج تلك التغريدة قوى فكرته .. فيسأل ذاته عما أسرّه لحن ذلك الطائر الصغير فحرّك أوتار عواطفه وأوحى إليه معاني ما حوتها كتب الأُلى تقدَّمَوه .. يسأل مستفهماً عما إذا كان العصفور يناجي زهور الحقل أم يحاك أغصان الأشجار أم يقلّد خرير مجاري المياه أم ينادم الطبيعة بأسرها! ... ولكنه لا يستطيع إلى الحصول على الجواب سبيل.
Kahlil Gibran