أحمد خالد توفيق
الواقع أصبح هيستيريا .. سواءً في العراق أو في فلسطين .. هناك تغيرات سريعة وغير مفهومة ، منذ عشر سنوات كان من المستحيل توقع ما يحدث .. الآن يمكنك تسميتها بالصدمة .. الصدمة الحضارية . وهذه هي الفكرة التي تدور حولها الرواية .. تماماً كالذي حدث للمماليك في مواجهة الفرنسيين .. كنا نعتقد أننا تمام وأن شنباتنا كبيرة وأن الفرنسيين عالم مايعة ! ولكن التجربة أثبتت العكس ، ففي إحدى المواقع مات 3000 مملوكي و5 فرنسيين . احتلال العراق كان الصدمة الحضارية الثانية أو الثالثة . في وجهة نظري الاختلاف بيننا وبين الغرب هو في الأساس اختلاف حضاري ، ولا علاقة له بالدين . الأمريكان غرقانين في المخدرات والإيدز ، ونسبة الانتحار عندهم مرتفعة للغاية ، لكن الجندي منهم بإمكانه إزالة مدينة كاملة بضغطة زر من يد ، وفي يده الأخرى علبة لبان ! .. وبالرغم من أنني أكره أمريكا جداً ، إلا أن ما يفتنني في طريقة تفكيرهم هو إحساسهم العالي بالآخر ؛ ولهذا السبب تجد ومضات عن الآخر في كتابتي . ستجد لمحات من ماركس و فرويد و داروين .. المشكلة هو أننا دوماً ما نتعامل بنظرية المؤامرة ونتخيل أن هؤلاء المفكرين جلسوا في غرفة مظلمة ليلاً على نور شمعة حمراء واتفقوا على تحطيم الأجيال القادمة ! وهذه طبعا ليست الحقيقة.أحمد خالد توفيق
اقتباسات أخرى للمؤلف