الصغار لأنهم صغار يرون الأشياء كبيرة، تتخذ في عيونهم أحجامًا و أبعادًا تناسب سنهم و ذلك الحيّز الذي تحتله أجسامهم بين أجسام تفوقهم ثقلًا و طولًا و عرضًا. الشخص الأطول هو الأكبر، و العم أو الخال الذي بلغ الثلاثين، تقدّم العمر به حتى يصعب استيعاب معنى هذه الثلاثين في سياق الأصابع الخمسة أو حتى العشرة التي سيشرعها الطفل منقصًا منها ما يُنقص لتحديد سنوات عمره. أما الجد أو الجدة فتلك حكاية أخرى يختلط فيها الواقع بالخيال، و الملموس بالمبهم، لأن ما يقولونه من حكايات الماضي يضعهم بين عالمين، قدم أخرى و أخرى هناك، و هذه الهناك المعتمة تمتد إلى ماضٍ يعلم الله وحده أين يبدأ أو ينتهي. رضوي عاشور