رضوي عاشور
الكلمات قاصرة، لم أكن أقرأ و أسمع و أتابع، كنت في قطار سريع يختلط صوت صفاراته العالية و إيقاعه المرتج بقوة الحياة في كل من على متنه من صبية. سأعيد الصورة : لم تكن رحلة مدرسية، لم تكن للصفارات المصاحبة للقطار و هو يقطع المسافات نهبا، رنين أجراس الأفراح الأعياد وحدها، بل صوت و صدى يصعب علي وصفهما. لست شاعرا لأتمكن من جميع النقائض و تركيز الحكايات المركبة الطويلة في كلمات أحددها و أحمّلها بما يتجاوز طاقتها، و أمكنها و أنا أدفع بها إلى الحافة. كيف أنقل بيسر مختصر مفيد و مكثف وقع الصوت فينا و نحن داخل ذلك القطار السريع، نتسابق معه، و نتجاوزه و نغلب، لأنه قطار من حديد، و نحن من لحم و دم، رشق السكين في أجسادنا يتحول بمعادلة غامضة إلى قوة دفع كأنها جنّ أو وقود أو شهوة مثقلة ببذور الحياة. رضوي عاشور
اقتباسات أخرى للمؤلف