رضوي عاشور
لماذا تباغتني رشاقة مئذنة مسجد الحسين في كل مرة أراها كأنني لم أرها أبدًا من قبل؟ و لماذا يعاودني الإحساس نفسه بأنّني منفية من تاريخ الأزهر كلما لمحت أفاريزه و مآذنه و لو في الخيال؟ جلست على حافة سريري، عند العمود يجلسون، كل مجموعة تحيط بأستاذها، تنصت إليه، و تملأ دلاءها و تروح إلى جفاف الأرض ترويه. و أنا الحبيسة في تاء التأنيث لم تخط قدماي العاريتان أبسطة المسجد الألفي إلا كزائرة غريبة، و لا أستند ظهري إلى عامود رخامي بباحته، و لا قلت ظهيرة صيف في ظلِّه احلم بالممكن و المستحيل، و لا دعوت مع الداعين لنصرة قائد في الحرب أو بسقوط طاغية من الحكام. قلت هذا الألفيّ تاريخ مغلق دوني. رضوي عاشور
اقتباسات أخرى للمؤلف