وكم مرة يا مريد افترقنا وكم مرة سوف نلتقي؟ وتلك الغصة في الحلق ساعة يمضي واحدنا إلى داخل المنطقة الجمركية ليجلس متجاهلا ذلك الثقل المتزايد أسفل المعدة في انتظار إعلان موعد الطائرة. ولماذا في كل مرة نفترق او نلتقي فيها تبقى صورتك هكذا حاضرة التفاصيل، مشيتك، لفتة رأسك، قصة شعرك، نظرة عينيك الصغيرتين من وراء زجاج نظارتك ورموشك، حتى شكل حذائك ولون جوربك؟ وعبر الواجهة الزجاجية لقاعة الانتظار بالمطار ألمحك تأتي فتأتيني فرحة ناعمة كرأس عصفور مبلل وأخضر ينقر قشر بيضته ويطل، ثم تخرج إلي ونلتقي، نتعانق وكأننا الولد والبنت اللذان أضاع العشق عقلهما فراحا يركضان كمهرين ولكن لا مكان لركض الخيول في هذا المطار الأمريكي الحديث الذي تشبه بناياته علب الثقاب الكرتونية. نسكِّن فرحنا الأهوج داخلنا ونجلس متجاورين في السيارة التي تحملنا من المطار معا هذه المرة إلى أمهرست. رضوي عاشور