لم تشاركهم سليمة الطهو ولا البكاء بل انسحبت إلى حجرتها. كانت تفكر في الموت الذي يقهر ويذل، وفي الإنسان أمام الموت لا حول له ولا قوة، وفي الله وفي السماء العالية. هل يشاهد كل شيء في صمت ولا مبالاة؟ أليس هو الذي يقبض الروح؟ فلماذا يقبضها ولماذا يطلقها أصلًا لتحط في القلب حينًا، ثم يناديها فترحل تاركة عشها الدافئ قفبرًا؟ ... حدقت في صورة جدتها الساكنتة في الموت فسرت في بدنها رجفة، واختنقت بغصة في الخلق واحتبست في عينيها الدموع. ميتة جدتها كالظبية والصغير الذي أرضعته، فكيف ولماذاا؟. رضوي عاشور