وجدت نفسها تكتب شيئا آخر : رجال يقفون على النواصي في لسعة البرد يبيعون الجرائد المكتوبة بلغة لم يألفوها رجال يخدمون في المقاهي حتى الساعات الأولى من الفجر و ينظفون محطات المترو المضاءة بالكهرباء رجال إذا أوغل الليل يذهبون لإطفاء الشهوة و لكنهم لا يجرؤون أبدًا أن يحكوا عن أمهاتهم و لا عن إخوتهم الصغار و لا عن علاقاتهم التي فتتها السفر، الرجال الغرباء في المدن الغريبة يجمعون القروش و يحسبون الأيام و ينفقون العمر.
رضوي عاشور