هناك من فقأوا أعينهم ليعاقبوا أنفسهم على الزواج من محارمهم مثل أوديب كما قلنا، وهناك من أخصوا أنفسهم بأنفسهم حتى لا يتورطوا في الزنا، وهناك من قطعوا إصبعا كي يتهربوا من التجنيدأو حتى لا يعوقهم الإصبع أثناء صنع الخزف كم فعل زوربا اليوناني. كلهم يقبعون تحت عباءة سوداء عملاقة هي خليط من القسوة والجنون والتفكير العلمي الخالي من العاطفة. لكن أقساهم جميعا وأكثرهم جنونا وتجردا عاطفيا هو من تجاسر على أن يخرس نفسه للأبد... هذا الذي تخلى عن إنسانيته كي يظل إنسانا. الذي تخلى عن إنسانيته كي يسمو فوق الإنسان. الذي تخلى عن إنسانيته كي يملك إرادة الصمت..أحمد خالد توفيق