إن القول بأن الجيش هو الضامن الوحيد لبقاء الدولة المصرية الذي يحول دون سقوطها، يضعنا إزاء مغامرة خطرة. إن الصياغة بهذه الصورة لا تخلو من تناقض؛ لأن انفراد الجيش بدور الضامن الوحيد يفتح الباب واسعًا أمام الانزلاق باتجاه الفاشية العسكرية. ذلك أن وحدانيته تلك تعني أنه لا توجد في المجتمع قوة أخرى تستطيع كبح جماحه و وضع حدود لممارساته و تطلعاته. إن الضامن لبقاء الدولة المصرية هو مؤسسات أهلها التي يعد الجيش في الصدارة منها، لكنه ليس الوحيد المعول عليه، و إذا أصيبت تلك المؤسسات بالضعف و الهشاشة فإن الحل يكون بالعمل على استعادتها عافيتها و ليس إلغاءها و المراهنة على الجيش وحده. ياسر ثابت