تدريجيًا تحول عبد الحليم بصوته الذي يشبه البكاء المختنق إلى أحد كبار الموظفين في عالم الغناء. صحيحٌ أنه صوتٌ تتعاطف معه و تدندن بالكلمات العاطفية التي يرددها، خاصةً إذا عرفت ما يكفي عن طفولته اليتيمة و صحته المعتلة، لكنه يظل موظفًا ربطته السلطة بإحدى الدرجات الوظيفية كي يغني للثورة و إنجازاتها، و القائد و حكمته و حنكته. و على صوت عبد الحليم عاش المصريون فترة من الزمن و هم يشعرون بأن إزالة إسرائيل أو إغراقها في البحر_ و كان أحد شعارات المرحلة_ أسهل من قضم قطعة من الكعك. ياسر ثابت