والأمن في مصر مرتبط بالسطوة والسلطة.. وإذلال المواطن. وليس أمام المواطن في هذه الحالة سوى أن يتجنب هذه السلطة التي يراها غاشمة، وأن يخشى على نفسه وأهله من التعامل مع رجل الأمن الذي يُخاطَب عادةً في الثقافة الشعبية بالباشا..كأن رجل الشارع يرى في أعماقه أن الملكية لم تمت، وأن عصر الألقاب قائمٌ مادام رجل الأمن يقمع ويضرب ويعذب. وهكذا تجد الشرطي يمسح حذاءه مجانًا ويأتيه_أثناء عمله_ شايه وقهوته مجانًا من المقهى.. وأمين الشرطة يستقل بزيه الرسمي سيارة الأجرة دون أن يدفع أي مقابل.. وإذا كان رجل الأمن ذا رتبة عالية فإنه قد يعتبر في حالات كثيرة عدم دفع مقابل_أو دفع مبالغ رمزية_ للخدمات التي يحصل عليها أمرًا عاديًا: فهو الباشا في المطعم ومحل بيع الفاكهة والخضراوات. ياسر ثابت
اقتباسات أخرى للمؤلف