لا تبكِي المُدنُ رحيلَ ملوكِها عادةً، ظالمِنَ كانُوا أو عدولًا. مؤمنةً بأنّهم راحلونَ على الدّوام وبأنّها هيَ الباقيَة. ما مِن مدينةٍ إلّا ومنقوشٌ فيها أسماء القرونِ الطّويلة. تحفظُ الجميلَ للنقشِ الجميل، ولكنّها لا تعبدُه، فتجثو أمامَه. وحينَ يملكُها عبدٌ نقوشِ قديمَة، ولا يزيد في نقوشها شيئًا، تكسِرُ أصابِعه. المدُنُ لا تمنَحُ نفسها إلّا لِمَن يزيدُ حُسنها. ويَرفعُ قَدرها . تهبه حين ذاك مفاتيحَ أسرارِها، وترفعُ اسمَهُ جوار اسمِها. محمد العدوي