وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر،فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته،كان الصدأ متراكبا على قلبه وصدؤه بحسب غفلته،وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ماهي عليه،فيرى الباطل في صورة الحق،والحق في صورة الباطل،لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم،فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ واسود، وركبه الرّان (أي:الدنس)، فسد تصوره وإدراكه،فلا يقبل حقا،ولا ينكر باطلا،وهذا أعظم عقوبات القلب. ابن قيم الجوزية