و متى شهد العبد أن ناصيته و نواصى العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء، لم يخفهم بعد ذلك و لم يرجهم، و لم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين، المتصرف فيهم سواهم و المدبر لهم غيرهم، فمن شهد نفسه بهذا المشهد، صار فقره و ضرورته إلى ربه وصفاً لازماً له، و متى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم، و لم يعلّق لا أمله و رجاءه بهم، فاستقام توحيده، و توكله و عبوديته . ابن قيم الجوزية