تصورت أن الحب يندر أن يجمع لنا الحسنيين، إما أن يمنحنا رغدًا مؤقتًا وهادئًا لا يلفت الأنظار المؤذية، نقلب فيه بعض الأمل، وإما أن يعود مرة أخرى بعد حين، ليسترد عاديته، ويلملم أشياءه ولحظاته، وغمراته، ويجمع أصداء القبلات في كيسها، والضحكات في صندوقها، ويحسر وشاح الرحمة الكبير في جيبه الواسعن ويغلق علينا الستارة، ويوصد وراءنا المسرح، ويختم علينا بالموت العادي، ثم يرحل نحو اثنين آخرين هل حدث أن خيرنا مثلاً إذا كنا نرغب في أحداث مختلفة؟ كأن نشتعل معًا مثل خيطين مضفورين من البارود، ينتهيان إلى ديناميت؟، لنفرض أنا رغبنا طوعًا في أن ننفجر منبهين كل من حولنا إلى أن ثمة قصة حب لولبية حدثت هنا، وأن العاشقين تحملا آلام هذا الاشتعال، ومِزَق هذا الانفجار، من أجل أن يخلفا وراءهما حكاية لا تجرفها الأيام بسهولة، ويتسحيل أن تلملم أطرافها الأفواه، والأوراق والمقاهي، لأنها انفجرت ، وتبعثرت في كل المجرة . لا يمنح الحب خيارات أخرى، إلا عندما نتوهم ذلك، وفي اعتقادي أن البشر لم يكتبوا الكتب، ولم يصنعوا الأفلام إلا عندما بلغ إحباطهم من عادية الأشياء حدًا جعلهم يبرون كل ما حولهم، ليتحول إلى أسنة حادة يخترقون بها هذا الجدار العادي المؤلم. الاشتعال لم يحدث يومًا وحده ن ليس من عادة الطبيعة أن تحرق نفسها، علينا نحن أن نتحمل أعباء ذلك إذا بقينا تواقين إلى كل حريق جميل. محمد حسن علوان
اقتباسات أخرى للمؤلف