لو كان للعالم إلهان لفسد نظامه غاية الفساد، فإن كل إله كان يطلب مغالبة الآخر، والعلو عليه، وتفرّده دونه بالإلهية، إذ الشركة نقص في كمال الإلهية، والإله لا يرضي لنفسه أن يكون إلهاً ناقصاً... وأصل فساد العالم إنما هو من إختلاف الملوك والخلفاء، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد ملوك المسلمين وإختلافهم، وإنفراد كل منهم ببلاد، وطلب بعضهم العلو علي بعض. فصلاح السماوات والأرض وإستقامتهما وانتظام امر المخلوقات علي أتم نظام أظهر الأدلة علي أنه لا إله إلا الله وحده لا شري ك له. ابن قيم الجوزية