المسألة الثالثة عشرة: وهي أن الأطفال هل يمتحنون في قبورهم؟ الجــواب: أنهم لا يمتحنون ، لأن السؤال يكون لمن عقل الرسول والمرسل ، فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه ، أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له فكيف يسأل هذا السؤال؟‍‍ وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه و سلم .. صلى على جنازة صبي فسُمع من دعائه: اللهم قه عذاب القبر رواه مالك ، فليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على ترك طاعة أو فعل معصية قطعاً؟ فإن الله لا يعذب أحداً بلا ذنب عمله ، بل عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره ، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله. ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه. أي يتألم بذلك ويتوجع منه لا أنه يعاقب بذنب الحي ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾. وهذا كقوله صلى الله عليه و سلم : السفر قطعة من العذاب ، فالعذاب أعم من العقوبة. ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم به، فيشرع للمصلي عليه أن يسأل الله تعالى أن يقيه ذلك العذاب ، والله أعلم. ابن قيم الجوزية