ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻞ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻭﺣﺪﻩ؟ اﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺤﺾ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﻣﻮﺗﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺯﻗﻮﻥ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﻖ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﻴﺒﻮﺍ ﻋﻨﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺪﺭﻛﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻭﻻ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻔﺦ!ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻖ ﺻﻌﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻌﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻤﻮﺕ ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻌﻖ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺎﻷﻇﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻏﺸﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻤﻦ ﻣﺎﺕ ﺣﻰ ﻭﻣﻦ ﻏﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﺎﻕ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻔﻴﻖ ﻓﻨﺒﻴﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﺮﺩﺩ ﻫﻞ ﺑﻌﺚ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﺸﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻖ ﻣﻔﻴﻘﺎ ﻷﻧﻪ ﺣﻮﺳﺐ ﺑﺼﻌﻘﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻄﻮﺭ ﻭﻫﺬﻩ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻓﻀﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮﺍ ﻛﻠﻴﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ. ابن قيم الجوزية