و المعاصى تخون العبد أحوج ما كان إلى نفسه فى تحصيل هذا العلم، و إيثار الحظ الأشرف العالى الدائم على الحظ الخسيس الأدنى المتقطع، فتحجبه الذنوب عن كمال هذا العلم، و عن الإشتغال بما هو أولى به، و أنفع له فى الدارين. فإذا وقع فى مكروه و احتاج إلى التخلص منه خانه قلبه و نفسه و جوارحه، و كان بمنزلة رجل معه سيف قد غشيه الصدأ و لزم قرابه بحيث لا ينجذب مع صاحبه إذا جذبه، فعرض له عدو يريد قتله، فوضع يده على قائم سيفه و اجتهد ليخرجه، فلم يخرج معه، فدهمه العدو و ظف