ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلَّم أباً للمؤمنين ، كما في قراءة أبي : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) . ولهذا تفرّع على هذه الابوة أن جُعِلَت أزواجه أمهاتهم ، فإنَّ أرواحهم وقلوبهم وُلِدت به ولادة أخرى غير ولادة الأمهات، فانه أخرج أرواحهم وقلوبهم من ظلمات الجهل والضلال والغي إلى نور العلم والايمان وفضاء المعرفة والتوحيد، فشاهدت حقائق أُخَر وأُمورا لم يكن لها بها شعور قبله. ابن قيم الجوزية