يلبد الولد في جنب ابيه يستمع للتسابيح , كلمات مبهمة لا يدرك سرها , لكنها مفاتيح تفجر في خياله تصورات هائلة عن رجال ليسوا كالرجال , ربما هم نحاف يرتدون اكثر الثياب رثاثة, لكنهم يقفون في اركان الدنيا , أو يسيرون تطوي المسافات الشاسعة تحت أقدامهم كالبسطٌ , ويمدون أيديهم فيمنحون البرء للمرضى ويملؤن الضروع باللبن والمخازن بالحبوب, يحيون بين الناس لا تستطيع تمييزهم , ثم يموتون فيولد النور وتبنى القباب في المدائن , وتمتلىء الطرقات بالناس كأسراب النمل حاملين زادهم إلى موالد الشيوخ . عبدالحكيم قاسم