فلتذكروني لا بسفككم دماء الآخرين بل فاذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال. بل فاذكروني بالنضال على الطريق لكي يسود العدل فيما بينكم. فلتذكروني بالنضال. فلتذكروني عندما تغدو الحقيقة وحدها حيرى حزينة. فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة. لكنها تحمي الأمير وأهله والتابعينه. فلتذكروني عندما تجد الفضائل نفسها أضحت غريبة. وإذا الرذائل أصبحت هي وحدها الفضلى الحبيبة. فلتذكروني حين تختلط الشجاعة بالحماقة وإذا المنافع والمكاسب صرن ميزان الصداقة. وإذا غدى النبل الأبيّ هو البلاهة وبلاغة الفصحاء تقهرها الفهاهة والحق في الأسمال مشلول الخطى حذر السيوف. فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف. فلتذكروني حين تشتبه الحقيقة بالخيال وإذا غدا جبن الخنوع علامة الرجل الحصيف. وإذا غدا البهتان والتزييف والكذب المجلجل هن آيات النجاح. فتذكروني في الدموع. فلتذكروني حين يستقوي الوضيع. وإذا شكا الفقراء واكتظت جيوب الأغنياء. فلتذكروني عندما يفتي الجهول وحين يستخزى العليم وعندما يهن الحكيم وحين يستعلي الذليل. فلتذكروني عند هذا كله ولتنهضوا باسم الحياة كي ترفعوا علم الحقيقة والعدالة.فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعة وارتضى الإنسان ذله فأنا سأذبح من جديد وأظل أقتل من جديد وأظل أقتل كل يوم ألف قتلة.
عبد الرحمن الشرقاوي