نادت ثانية: أبو الوليد. ومن الطرف الآخر، جاءها صوته، كما لو أنه كان ينتظر نداءها من زمن بعيد: شو في؟ -بحبك يا أبو الوليد. بحبك! راح الجنود يراقبون هذه المرأة العجوز التي تصرخ لرجلها، وترتد أنظارهم للطرف الآخر وهم يسمعون صوته ثانية: شو؟؟ -بحبك. أعادتها من جديد. هز أبو الوليد رأسه، التمعت عيناه ببريق غير عادي، أما الجنود فقد حبسوا الأنفاس. أدرك أبو الوليد أن العالم كله في انتظاره، حدق في الجهة البعيدة، حيث المرأة السروة تنظر. وصرخ: -بحبك يا أم الوليد! -شو؟! ردت، رغم أنها سمعتها واضحة، ردت، لأنها تريد سماعها مرة وأخرى وأخرى. -بحبك! وهدأ كل شيء. في الوقت الذي راح قائد الدورية يهز رأسه باستغراب: عجوز، عجوزة، بِصرّخ، بخبك. فلسطينين مجانين. فلسطينين مجانين . إبراهيم نصر الله
اقتباسات أخرى للمؤلف