لعل أحداً لن يستطيع أن يتصور كيف يمكن أن يبدأ شعبٌ ما الحياة ثانية، بعد أن جُرّدَ من أرضه وحقله وسمائه وشوارعه ومزارعه ومدنه وسواحله وسياراته وبواخره ومصانعه وصحفه ومدارسه ومقاهيه وملاعبه وقطاراته ومطاراته وماعزه وأبقاره وحميره وخيوله، وما يستر روحه من أحلام وجسده من ملابس، كيف يمكن أن يبدأ ثانية من هذا الصفر الكبير ويتجاوز هذه المحنات الكبرى ويستطيع أن يؤسس حياة جديدة وأحلامًا وذاكرة في المستقبل، ويحول فكرة العودة إلى وطنه إلى عقيدة. لعل تلك معجزة الشعب الذي طحنته حروبُ الأخوة عليه كما طحنته حروب الأعداء. إبراهيم نصر الله