السّت زينب كانتْ أكثر جرأة منى بكثير؛ قالت لأبيها: لا أريد الكفن، ولا زوجى يريده. لا أريد مناشف الموت هذه. كانت العادة فى بلدها تقضى بإن تكون مناشف الموت جزءًا من جهاز العرس؛ تخبئه هناك بعيدًا بين ملابسها، دون أية سوداوية قد توحى بها كلمة كَفَنٍ أو كلمة موت، حين نسمعها نحن هنا، أو فى فلسطين. قالت له: أبى، لا يلزمنى كفن، ولا يلزم زوجى أيضًا، أعطوه لأى شخص تريدون. نحن لن نحتاج إليه أبدًا. أبى، أنت تعرف ما يدور هناك فى فلسطين، إذا مُتنا شهداء فلن يلزمنا، لأنهم يدفنون الشهيد بما عليه من ملابس.. صَحٔ؟! - صح والله. - وإذا لم نمتْ شهدا، فإننا سنعيش طويلًا إلى درجة سيُبلى فيها الطفن قبل أن نستعمله. إبراهيم نصر الله
اقتباسات أخرى للمؤلف