فالكون قائم على الناموس الواحد الذي يربط بين أجزائه حميعاً؛ و ينسق بين أجزائه جميعاً؛ و بين حركات هذا الأجزاء و حركة المجموع المنظم.. هذا الناموس الواحد من صنع إرادة واحدة لإله واحد. فلا تعددت الذوات لتعددت الإرادات. و لتعددت النواميس تبعاً لها - فالإرادة مظهر الذات المريدة. و الناموس مظهر الإرادة النافذة - و لانعدمت الوحدة التي تنسق الجهاز الكوني كله, و توحد منهجه و اتجاهه و سلوكه؛ و لوقع الاضطراب و الفساد تبعاً لفقدان التناسق.. هذا التناسق الملحوظ الذي لا ينكره أشد الملحدين لأنه واقع محسوس.
سيد قطب