لم أكن شيوعياً كما أسلفت ، كان الشيوعيون يتهموننى بأننى مجرد رومانسى ثورى كنت و لم أزل ، أرى فى صورة المجتمع الحريص على العدالة الاجتماعية و التكافل العام حلماً إنسانياً جميلاً و نبيلاً أبكى... لا أعرف لماذا بالضبط أبكى ، لكنها كل أحزان العمر تتجمع فى هذه اللحظة و تدفعنى للبكاء الذى كلما حاولت كبحه يجمح أكثر ما الغربة ؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكونه، و وصلت-بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة- إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه و لا تأخذ عطاءً حقيقياً و أخذاً من المشاعر... مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة، بل تتفجر بتلقائية و تنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض و تسيل إلى حيث ينتظرها و يتلقفها المنخفض. مرة تكون أنت النبع و مرة تكون المنخفض . محمد المخزنجي