صرختُ في وجه ديار بهذيان لا أتذكره، وهو يحاول تهدئتي. كنتُ لا أحاولُ أن أتمالكَ نفسي. شعرتُ أني أدفع شيئاً ثقيلاً جداً في فتحاتِ صدري. أحاولُ أن أخرجه من ثقوب الرئة. كان كل انتحابٍ أشدَّ من الذي قبله، وكل صرخةٍ أعلى من التي سبقتها، أحاولُ أن أفلت من يدي ديار لأرمي بنفسي على الأرض، لأضربَ بقبضتي الجدار، وهو يحاصر اندفاعي وفي عينيه نظرة خوفٍ هائلة. أخيراً ثبت كتفي بيديه القويتين، وأخذ يمسحُ دم أنفي، ويحشر قطعةً من المنديل في فتحة النزيف، ثم يناولني كوب الماء، وأنا أشهق مثل أواخر المطر. أفرغتُ كل ما في جوفي بقرفٍ شديد. اتكأتُ على حافة المغسلة. أغضمت عيني على جمرات الجفن، قبضت على شفتي بأسنان البؤس، لعنتُ نفسي وأنا في هذه الحالة، ليتني أنسرِبُ مع هذا القيء إلى مجاري المدينة. محمد حسن علوان