كم ليال أحييتها بتكرار العلم، ومطالعة الكتب، وحرمت على نفسك النوم، ولا أعلم ما كان الباعث فيه! إن كان بنية عروض الدنيا وجذب حطامها وتحصيل مناصبها والمباهات على الأقران والأمثال فويل لك ثم ويل لك. وإن كان قصدك إحياء شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتهذيب أخلاقك، وكسر النفس الأمارة بالسوء، فطوبى لك ثم طوبى لك. ولقد صدق من قال سهر العيون لغير وجهك باطل وبكاؤهن لغير حسنك ضائع . أبو حامد محمد الغزالي