ومن أول الطریقة تبتدئ المكاشفات ( والمشاهدات ) ، حتى أنهم في یقظتهم یشاهدون الملائكة ، وأرواح الأنبیاء ویسمعون منهم أصواتاً ویقتبسون منهم فوائد. ثم یترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال ، إلى درجات یضیق عنها نطاق النطق ، فلا یحاول معبرأن یعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صریح لا یمكنه الاحتراز عنه. وعلى الجملة. ینتهي الأمر إلى قرب یكاد یتخیل منه طائفة الحلول ، وطائفة الاتحاد ، وطائفة الوصول ، وكل ذلك خطأ. وقد بینا وجه الخطأ فیه في كتاب (( المقصد الأسنى )) ؛ بل الذي لابسته تلك الحالة لا ینبغي أن یزید على أن یقول : وكان ما كان مما لستُ أذكره فظنَّ خیراً ولا تسأل عن الخبرِ! أبو حامد محمد الغزالي